حتى لا تتأثر.. كيف تتعامل مع تداعيات التباعد الاجتماعي الطويل الأمد؟

العادات المجتمعية قبل كورونا لن تكون كما بعده
حتى لا تتأثر.. كيف تتعامل مع تداعيات التباعد الاجتماعي الطويل الأمد؟

بحلول الأول من شهر أبريل الجاري، بات نصف سكان العالم تقريبًا أو أكثر مشمولين بتوصيات العزل الاجتماعي وأوامر البقاء في منازلهم؛ للحد من تفشي وباء جائحة كورونا المستجد (COVID-19) الفيروسية، التي أزهقت أرواح أكثر من 110 آلاف شخص من أكثر من 1.7 مليون مصاب بها في أكثر من 180 دولة حول العالم.

وإذا كان التباعد الاجتماعي قد أثّر إيجابيًّا على جانب الصحة البدنية في ظل الأزمة، ورغم أهميته في الحد من انتشار الفيروس وإصابة آخرين بالمرض، وما له من إيجابيات متعددة الجوانب في ظل مواجهة الجائحة؛ فإنه يأتي أيضًا مع بعض التداعيات النفسية السلبية، خصوصًا إذا طال أمد هذه الإجراءات.

تداعيات للتباعد الاجتماعي

ويُطبق التباعد الاجتماعي بالبقاء في المنزل والعمل منه، وتجنب كل التنقلات غير الضرورية، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وتجنب الاجتماع بالأصدقاء والأسرة قدر الإمكان، وهو عكس طبيعة العلاقات البشرية القائمة على الديناميكية والتفاعل المجتمعي. ويقول الخبراء إن الأشهر القليلة المقبلة قد تؤثر سلبًا على الصحة العقلية، ولكن من الممكن تخفيف التوتر بعدد من الطرق المختلفة.

التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل لفترات طويلة قد يغير كثيرًا من العادات المرتبطة بالثقافة الاستهلاكية، فمن المتوقع أن تتأثر مطاعم الوجبات السريعة بهذا باعتماد الناس على إعداد الوجبات في منازلهم، كما سيكون كثير من الناس أوعى بالطرق الصحية التي تعمل على تقوية مناعتهم وحمايتهم من الأمراض.

وبالنسبة إلى عشاق الرياضة فبدلًا من مشاهدتها سيكون لديهم شغف بممارستها. فعلى سبيل المثال أضحت تطبيقات ممارسة الرياضة البدنية بالمنزل الأكثر استخدامًا خلال الفترة الماضية في ظل إغلاق صالات الألعاب الرياضية؛ ما أتاح للكثيرين أسبابًا لفك ارتباطهم بالصالات المكلفة على الشقين الاقتصادي والصحة العامة.

وقبل انتشار فيروس كورونا، كانت الساحات العامة والشوارع تعاني من الزحام، لكن بعد تطبيق إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي فمن المتوقع أن يتغير مفهوم استخدام المساحات العامة التي وستصبح أكثر نظافة، وربما أقل اكتظاظًا بالناس، وستتغير كثير من وجهات وعادات السفر لتكون متركزة على الأماكن التي توفر معايير سلامة عالية، ففترات العزلة تزيد الشعور بأهمية الوقت وتنظيم الحياة، وتجعل الشخص أكثر وعيًا بنفسه واحتياجاتها.

كيف تتجنب الآثار النفسية للتباعد الاجتماعي؟

سواء كنت في حجر صحي أو تعمل من المنزل أو حذرًا فقط، فإن الوقت الحالي هو الأمثل للتدرب على استخدام التكنولوجيا بشكل صحي اجتماعيًّا. إليكم بضعة اقتراحات للتواصل بلا تلامس.

يقول خبراء علم النفس إن هناك طريقتين أساسيتين للتغلب على الوحدة؛ هما: الاهتمام بتعميق علاقاتك الفعلية القائمة، أو صنع علاقات جديدة بشكل أوسع، ويمكن هذا في زمن التباعد الاجتماعي عن طريق تطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي.

ويشير الخبراء إلى أن من المهم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتكون اجتماعية، وليس لتغذية القلق من تضارب المعلومات حول فيروس كورونا، كما ينصح باستخدام تطبيقات الاتصال البصرية «مكالمات الفيديو» التي تصبح حاليًّا أفضل اختيار فيما يتعلق بالتواصل البشري، التي تأتي في المرتبة الثانية بعد التواصل الشخصي.

اقرأ أيضًا :

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa