إثيوبيا: 3 انفجارات ومقتل مغنٍّ شهير وحراس شخصية شهيرة يقتلون ضابطًا

قبل قرار مرتقب لمجلس الأمن الدولي ضد تصرفات إثيوبيا
إثيوبيا: 3 انفجارات ومقتل مغنٍّ شهير وحراس شخصية شهيرة يقتلون ضابطًا
تم النشر في

عبر مراقبون دوليون عن دهشتهم من التطورات الدرامية المفاجئة التى شهدتها إثيوبيا، اليوم الثلاثاء، قبل ساعات من قرار مرتقب لمجلس الأمن الدولي، واتجاهه لمنع الحكومة الإثيوبية من اتخاذ أي «قرار أحادي خاص بملء سد النهضة دون اتفاق مع دول المصب: مصر والسودان». 

وقال مفوض الشرطة الاتحادية الإثيوبية، إنديشو تاسيو، إنَّ ثلاثة انفجارات هزَّت العاصمة، أديس أبابا، اليوم، مما أسفر عن «مقُتل بعض المتورطين في زرع قنبلة، علاوة على مدنيين أبرياء»، ولم يقدم المفوض تفاصيل أخرى عن التفجيرات، لكنه قال: إنَّ ضابطًا قتل أيضًا في العاصمة خلال أزمة مع حراس شخصية إعلامية شهيرة.

يأتي هذا فيما تظاهر الآلاف من الإثيوبيين، اليوم الثلاثاء، احتجاجًا على اغتيال المغنّي هاشالو هونديسا، رميًا بالرصاص في ضاحية جيلان كوندومينيومز بالعاصمة أدبس أبابا، وأثار اغتيال هونديسا ردود فعل غاضبة أشعلت إثيوبيا وأدت إلى احتجاجات عنيفة تخللتها اشتباكات بين المواطنين وقوات الأمن، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، وحظر السلطات لخدمات الإنترنت والاتصالات، في محاولة لاحتواء الأزمة. 

وقال طبيب لرويترز، إنَّ ثمانية أشخاص على الأقل قُتلوا وأصيب 80 آخرون في احتجاجات بمدينة أداما الإثيوبية جراء الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وقال الطبيب ميكونين فييسا المدير الطبي للمستشفى الرئيسي بالمدينة: إنَّ ستة أشخاص توفوا في طريقهم إلى المستشفى وتوفي اثنان في العناية المركزة، و‭‭‬أ‭‬‬ضاف أن المستشفى استقبل نحو 80 مصابًا معظمهم بطلقات نارية لكن بعضهم أصيبوا بالحجارة أو طعنًا.

وأفادت وسائل إعلام إثيوبية تنتمي لقومية الأورومو أن قوى الأمن اعتقلت القياديين السياسيين المعارضين جوار محمد وبيكيلي جربا، المدافعين عن حقوق الأورومو، واقتادتهما لمكان غير معلوم، وندّد الناشط الإثيوبي المُعارض جوار محمد، بمقتل هونديسا، مُعتبرًا الحادث «ضربة لقومية الأورومو» التي ينتمي إليها الإثيوبي الراحل.

وكتب مؤسس شبكة أوروميا الإعلامية المستقلة عبر فيسبوك، اليوم: «إنهم لم يقتلوا هاشالو وحده، لكنهم فتحوا النار على قلب قومية الأورومو، مُجددًا،.يُمكنكم قتلنا جميعًا، لكنكم لن توقفونا مُطلقًا»، وأفادت شبكة «أوروميا» الإعلامية التي يملكها المعارض الإثيوبي، وتُعرف اختصارًا بـ«أو إم إن OMN» بتعرض مكاتبها في العاصمة أديس أبابا لمداهمة واقتياد موظفيها من قِبل عناصر من الأمن إلى مكان مجهول. بحسب موقع «أفريكا نيوز».

كان هونديسا (36 عامًا) قد نُقِل إلى المستشفى بعد إطلاق النار عليه، مساء أمس الاثنين، لكن وافته المنيّة بعد بضع ساعات، ورافق آلاف من الشباب الإثيوبي، جثمان هونديسا من أورومو إلى مدينة أمبو في ولاية أوروميا الإقليمية، لحضور مراسم الجنازة والدفن، ووفق «أفريكا نيوز»، لعبت أغاني هونديسا دورًا حاسمًا في تعزيز حريات وحقوق قومية أورومو العرقية. وكانت انتفاضة تلك القومية الشعبية حاسمة في تولّي آبي أحمد رئاسة الحكومة عام 2018.

وأفادت معلومات أنَّ الجلسة المغلقة لمجلس الأمن، اليوم الثلاثاء، ستصدر بيانًا تعبر فيه الدول الأعضاء عن رفضها أي قرار أحادي خاص بملء سد النهصة دون اتفاق الدول الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا، وقال مصدر في مقرّ الأمم المتحدة بنيويورك، إنَّ البيان سيشمل أيضًا الترحيب بجهود الاتحاد الإفريقي لمواصلة التفاوض تحت رعايته برئاسة جنوب إفريقيا الرئيس الحالي للاتحاد.

وفيما يرى مجلس الأمن أنَّ الدول الثلاثة قطعت شوطًا كبيرًا من المفاوضات والتي يجب أن يتم استكمالها حتى التوصل لاتفاق يرضي الأطراف كافة ويحقق التنمية للجميع وعدم الإضرار بأيٍّ منهما، فقد أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن، أمس، أن سد النهضة يهدد رفاهية ووجود الملايين من المصريين والسودانيين، مشيرًا إلى عدم السماح بأي تهديد لأمن مصر المائي.

وقال وزير الخارجية المصري في كلمته: «عدم التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة من شأنه أن يزيد النزاعات في المنطقة»، وأضاف «يجب أن يتم التحرك بحزم لإنهاء التحركات أحادية الجانب بشأن سد النهضة. نريد التوصل إلى اتفاق عادل». وتابع شكري: «سد النهضة هو برنامج عملاق بنته إثيوبيا على نهر النيل يمكن أن يعرض الأمن والغذاء لدولة أخرى للخطر».

وأوضح «مع إدراكنا لأهمية المشروع لتنمية إثيوبيا، ندعم هذا الأمر، لكن من المهم أن يدركوا أنَّ هذا السد يهدد وجود الملايين من المصريين والسودانيين». وأنَّ «إثيوبيا لديها العديد من الموارد المائية لديها أمطار تصب والمليارات من الأمتار المكعبة من المياه ولا يعانون من شح المياه وهناك 11 دولة أخرى تتقاسمها مع الدول الأخرى وكلها تقدم فرص كبيرة للتعاون الإقليمي. هذا يعني أنّه إذا بني السد أحاديًا دون اتفاق يحمي دول المصب هذا سيضغط علينا أكثر ونحن نعاني وهذا يعرض الملايين من السودانيين والمصريين للخطر».

وأضاف شكري «مصر جلبت القضية لمجلس الأمن لكي تتجنب توترات أكثر وكي لا تكون هناك تحركات أحادية تقوض السلام ولنحمي حقوق دول المصب الذي سيهدد حياة أكثر من 150 مليون مصري وسوداني مما قد يغذي النزاعات بالمنطقة».

اقرأ أيضا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa