3 طرق عجيبة للسفر بين المجرات

أصبح أمرًا وجوديًّا..
3 طرق عجيبة للسفر بين المجرات

دعا عالم الفيزياء الفلكية الإنجليزي ستيفن هوكينج، قبل وفاته بمدة قصيرة، للتفتيش عن كواكب أخرى للانتقال إليها خلال المئة الأعوام المقبلة؛ لأن الكرة الأرضية لن تكون صالحةً للحياة في مستقبلٍ غير بعيدٍ.

ومن هذا المُنطلق، تُصبح الحاجة إلى سفرٍ أسرع من الضوء ليس فقط ضروريةً، بل وجودية، علمًا أن أبعد مسافةٍ قطعها الإنسان حتى اليوم هي للقمر، الذي يبعد عن الأرض 386400 كيلومتر، واحتاج روّاد الفضاء للوصول إليه ثلاثة أيام.

يقول عالم الفيزياء الفلكية ميشيو كاكو، إن الفراغ الفضائي لا يحتوي على أي شيء ماديٍ، وهو إذن ليس لديه كتلةٌ أو وزنٌ؛ لذلك بإمكانه التحرك أسرع من الضوء، حيث لا يوجد أي شيء ما يكسر حاجزه.

وهناك عدة إمكانات علمية للسفر أسرع من الضوء:

1- التشابك الكمومي  quantum entanglement

بحسب هذه النظرية فإنه إذا كان لدينا إلكترونين، من المصدر نفسه، قريبان بعضهما من بعضهما، فإنهما يهتزان بانسجامٍ تامّ.

ويقول كاكو، "الآن أفصل بين هذين الإلكترونين بحيث تكون المسافة بينهما مئاتٍ أو حتى آلاف السنين الضوئية، وسوف يحافظان على جسر الاتصال الفوري بينهما ساريًا. إذا قمت بهز إلكترون واحدٍ، فإن الإلكترون الآخر "يستشعر" هذا الاهتزاز على الفور، أسرع من سرعة الضوء".

وجرت عدة اختباراتٍ ناجحةٍ للتحقق من هذه النظرية منذ ثمانينيات القرن العشرين، لكن المختبرين استخدموا جزيئين من الفوتون في كل الاختبارات، ولم يتم حتى الآن استعمال أجزاء أخرى لصعوبة ذلك، مقارنةً بسهولة تشبيك فوتونين.

2- نظرية الثقوب الدودية:

هذا الالتواء في الزمكان هو ما نسميه بالعامية "الثقب الدودي"، يسمح من الناحية النظرية، لشيءٍ ما حتى وإن كان له كتلة (أو وزن) بالسفر لمسافاتٍ شاسعة على الفور، والانتقال إلى أي مكان في الكون بوقت قصير جدًّا.

وفي سنة 1988، استخدم عالم الفيزياء كيب ثورن معادلات أينشتاين للنسبية العامة للتنبؤ بوجود ثقوبٍ دوديةٍ منفتحةٍ للسفر بين النجوم. ولكن من أجل أن تشكّل هذه الثقوب معبرًا، هي بحاجة لبعض المواد الغريبة حتى تجعلها مفتوحة ومستقرة. ويقول ثورن في كتابه "علم ما بين النجوم"، "من المدهش الآن أن هذه المادة الغريبة يمكن أن توجد، وذلك بفضل الغرابة في قوانين الفيزياء الكوانتية".

الآن ينتظر البعض أن يتحقق الحلم في المستقبل، أنتج هذا الجهد فيلم الخيال العلمي "إنترستيلار"، 2014 أو "ما بين النجوم"، ولعب ثورن، دور المستشار العلمي والمنتج التنفيذي.

3- نظرية المادة المضادة

وتقضي بتكثيف وضغط الفضاء أمامنا وتوسيعه خلفنا بحيث تنتج موجةً مديةً بالتواء الزمكان تتحرك أسرع من الضوء مدفوعةً بمادة مضادة. هذه المادة المضادة موجودة نظريًّا لكن لم يتم رؤيتها في الواقع بعد.

ويعتقد كثير من العلماء أن نظرية الثقوب الدودية هي الاحتمال الأكثر رجحانًا إلى كسر حاجز الضوء. لكن هذا يتطلب توحيد النظرية النسبية العامة التي تتناول تزاوج الزمان والمكان، وبالتالي الجاذبية، مع نظرية الكوانتوم التي تتناول فيزياء ما دون الذرَّة في ما يعرف افتراضًا بنظرية كوانتم الجاذبية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa