أبدى استشاريّ الأبحاث الفيروسية الدكتور بندر العصيمي لـ«عاجل» تفاؤله باللقاحات الصينية ضد فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»، مبينًا أن المرحلتين الأولى والثانية حققت نتائج واعدة ويجري حاليًّا المُضيَّ في المرحلة الثالثة والأخيرة بعدما حصل اللقاح على موافقة مشروطة للاستخدام لمدة سنة كأول لقاح في العالم يحصل على ذلك.
فعالية اللقاح
وأوضح العصيمي أن لقاح «كانسينو» الصيني تم حقنه في 108 أشخاص في المرحلة الأولى ونشرت نتائجها في مجلة اللانسيت العريقة، وفي المرحلة الثانية من التجارب السريرية تم حقنه في 603 أشخاص ونشرت نتائجها نفس المجلة، منوهًا بأن كلتا المرحلتين أثبتتا فعالية اللقاح من جرعة واحدة وظهور أجسام مضادة للفيروس واستجابة مناعية جيدة ومحدودية في الأعراض.
تفاؤل كبير
وفيما اتجهت وزارة الصحة السعودية للقاح الصيني وتجربته، أبدى العصيمي تفاؤلًا كبيرًا بشأنه؛ مشيراً إلى أن اللقاحات يصل عددها إلى 8 لقاحات، وأن الصين بدأت مبكرًا في تصنيعها في فبراير، كما أن أبحاث الصين على حيوانات التجارب واعدة ونشرتها مجلات علمية محكمة، ومن السهل عمل التجارب على الآلاف من البشر هناك.
موافقة مشروطة
كشف الدكتور العصيمي أن اللقاح الصيني عبارة عن قالب من فيروس آخر اسمه «Adenovirus» وهذه الطريقة استخدمتها الشركة سابقًا في تطوير لقاح مقترح ضد فيروس إيبولا.
وأشار العصيمي إلى أن اللقاح الآن في الطريق إلى المرحلة السريرية الثالثة، لافتًا إلى أن لقاح شركة «كانسينو»، هو أول لقاح في العالم يحصل على موافقة مشروطة للاستخدام مدة سنة؛ بسبب ظروف الجائحة وأعطى الجيش الصيني موافقته لاستخدام هذا اللقاح على جنوده بعدما أثبتت التجارب السريرية السابقة أنه آمن وفعال.
حالة طوارئ
اعتبر الدكتور العصيمي أن حالة الطوارئ التي فرضتها جائحة فيروس كورونا عجلت من الموافقات والأبحاث السريرية والدعم في المراحل كافة للتوصل إلى لقاح ناجح، إذ إن اللقاحات الطبية عادة ما تستغرق سنوات عدة قبل اعتمادها.
وأوضح أن اللقاحات تمر بمراحل سريرية عدة قبل الحصول على الموافقات النهائية، فتبدأ مرحلة الاكتشاف لمادة اللقاح في مختبرات الأبحاث وقد تستغرق أشهر عدة يتبعها مجموعة من الأبحاث لتجريب اللقاح على خلايا إنسانية ثم على حيوانات التجارب في المعامل البحثية، ثم تبدأ بعدها مرحلة التجارب السريرية على الإنسان.
كما تُجرى التجارب السريرية على البشر للتعرف على قدرة الجهاز المناعي على تكوين الأجسام المضادة، ومعرفة الجرعة المناسبة، وتتبع الآثار الجانبية له.
ولفت العصيمي إلى أن التجارب السريرية على الإنسان تمر في ثلاث مراحل، ففي المرحلة الأولى يتم تجربته على عشرات الأشخاص، ثم في المرحلة الثانية على مئات الأشخاص، ثم في المرحلة الثالثة على آلاف الأشخاص، ويتم رصد وتدقيق نتائج هذه الدراسات وتنشر نتائجها في المجلات العلمية المحكمة.
وكانت بوادر الأمل في معركة القضاء على أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» بدأت تلوح في الأفق، بعد دخول عدد من اللقاحات في مرحلة التجارب السريرية الثالثة وهي المرحلة الأخيرة لاختبار مدى فاعلية اللقاح.
ووسط سباقٍ محموم تخوضه بعض الدول في إيجاد اللقاح «المنقذ» حقق اللقاح الصيني من شركة «كانسينو»، نجاحًا لافتًا للأنظار وبدأ تجربته في دول عدة من بينها السعودية والإمارات، التي بدأت في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح عقب نجاحه في الصين في المرحلتين الأولى والثانية.
وفي عُرف البحث العلمي الطبي تكون المرحلة الثالثة من الأبحاث السريرية هي الحاسمة، ذلك أنها تتوسع في عدد عيّنة البحث لتصبح في مجتمعات أكبر وعدد أفراد أكثر؛ ليتم التأكد من مدى فاعليتها وأمانها وحينها تحوز على الاعتماد.