قرصنة الكمامات بحرًا وجوًا.. أنقرة في قفص الاتهام وواشنطن تنفي اتهامات برلين وباريس

حرب المعدات الطبية تدفع العالم للجنون
قرصنة الكمامات بحرًا وجوًا.. أنقرة في قفص الاتهام وواشنطن تنفي اتهامات برلين وباريس

أمست المستلزمات الوقائية من الكمامات والقفازات الطبية ومعدات وأجهزة التنفس، من أغلى السلع وأندرها وأكثرها طلبًا وأقلها عرضًا هذه الأيام، خاصة في ظل مواصلة فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، في التفشي حول العالم وتجاوز أعداد المصابين به أكثر من 1.2 مليون شخص توفي منهم أكثر من 66 ألفًا، مما ينذر بحرب كمامات تلوح في الأفق إذا ما استمر الفيروس في الانتشار على هذا المنوال مع نقص المعدات الطبية.

وفي ظل ما تواجهه بعض الدول خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وكل من إيطاليا وإسبانيا من نقص شديد في المعدات الطبية مع تصدرهم المراتب الثلاث الأُوَل من حيث أعلى البلدان من المصابين بفيروس كورونا المستجد، حاولت دول أخرى كالصين توجيه بعض المساعدات الطبية التي لم تصل لوجهتها في النهاية، خاصة بعد أن أضحت بعض الدول، مؤخرًا، تتقن كيفية قيامها بدور القراصنة والاستيلاء على شحنات المساعدت.

تركيا في قفص الاتهام بالاستيلاء على طائرة مساعدات

وفي بادئ أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، قامت تركيا بإرسال شحنتي مساعدات طبية إلى كل من إيطاليا وإسبانيا، لكن ما هي إلا أيام حتى أظهرت أنقرة وجهًا آخر بقيام السلطات التركية بالاستيلاء على شحنة طبية كانت على متن طائرات من طراز "غي 400 إم" في طريقها إلى مدريد تضم مئات من أجهزة التنفس الاصطناعي التي صنعتها شركة إسبانية في تركيا بمواد صينية، واحتجزتها أنقرة من دون إنذار مسبق.

وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية، مارغريتا روبليس، إنها تحدثت مع نظيرها التركي، مولود جاويش أوغلو، ثلاث مرات، لكن الاتصالات لم تؤد إلى أي نتيجة، لأن تركيا ظلت متشبثة بالاستحواذ على الشحنة الطبية، مشيرة إلى أن مدريد بصدد التقدم بشكوى دبلوماسية حول عملية الاحتجاز غير المبررة من قبل تركيا، التي ترقى لمرتبة جريمة باستحواذها على شحنة الدولة الإسبانية التي تواجه أزمة صحية غير مسبوقة.

باريس وبرلين تتهمان واشنطن

وقبل أيام، وجهت كل من من ألمانيا وفرنسا اتهامات للولايات المتحدة الأمريكية، بتحويل وجهة معدات طبية مخصصة في الأصل لبلديهما، وذلك بالمزايدة على المشترين الأصليين، حيث اتهم مسؤولون ألمانيون الولايات المتحدة باعتراض شحنة في تايلاند من المعدات الطبية، التي صنعتها شركة أمريكية في الصين، وحولتها إلى الأراضي الأمريكية، الأمر الذي وصفه أندرياس غيزيل، وزير الداخلية في برلين، عملية الاعتراض "بالقرصنة الحديثة".

في الوقت نفسه، اتهم مسؤولون فرنسيون الولايات المتحدة بتحويل وجهة شحنة من الأقنعة الطبية المصنوعة في شانغهاي بالصين والمخصصة إلى منطقة فرنسية منكوبة إلى الأراضي الأمريكية، بعد أن عرضت سعرًا أعلى لفائدة الجهة المزودة، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.

نفي أمريكي واستياء كندي

وتأتي الاتهامات في وقت زاد فيه الطلب الأمريكي على أقنعة الوجه بصفة خاصة، بعد أن حث مركز مراقبة الأوبئة والوقاية منها جميع الأمريكيين بحماية الوجه بقناع من القماش في الأماكن العامة، فيما نفت واشنطن الاتهامات الموجهة إليها، رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول إجبار شركات بلاده على إعطاء الأولوية للطلبيات الأمريكية، استنادًا إلى تفعيل قانون الإنتاج الدفاعي والذي استخدمه بتوجيه أمر شركة 3 إم الأمريكية على التوقف عن تصدير أقنعة طبية إلى كندا وأمريكا اللاتينية.

وفي رد على ذلك الموقف، قال رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو، إنه سيكون من الخطإ خلق عوائق أو تقليص حجم التبادل التجاري بالسلع الأساسية والخدمات التي تشمل السلع الطبية.

حرب الكمامات تستعر في العالم بسبب كورونا

وبحسب مجلة "إكسبرس" الأسبوعية الفرنسية، فإن فرنسا حجزت بدورها يوم 5 من الشهر الماضي على أراضيها أقنعة، من صنع شركة "مولنليك" السويدية، وقد كانت مخصصة لإسبانيا وإيطاليا، كذلك اعترفت جمهورية التشيك بالاستيلاء على شحنة كمامات من الصليب الأحمر من مقاطعة تشجيانج الصينية إلى العاصمة الإيطالية روما، تضمنت 680 ألف قناع وأجهزة تنفس، وحاولت وزارة الداخلية التشيكية، تبرير الأمر بأنه «سوء فهم» وأكدت بأنه لا مجال لإعادة المعدات بعدما تم توزيعها على المستشفيات في البلاد.

وتم الاستيلاء على شحنات المساعدات الطبية المرسلة من الصين إلى دول مختلفة؛ حيث بدأت بلدان أوروبا الشرقية بالشكوى من قلة التضامن الأوروبي معها جراء نقص المعدات، حيث انتقد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ما وصفه بـ«أكذوبة التضامن الأوربي خلال الأزمات».

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن مواجهة المستشفيات والطواقم الطبية حول العالم نقصًا في القفازات الطبية وذلك بعد إعلان شركة توب جلوف الماليزية- إحدى كبرى الشركات المصنعة للقفازات الطبية في العالم- حصول عجز في الإنتاج، بسبب الضغط الحاصل عالميًا على القفازات وارتفاع الطلب من أوروبا والولايات المتحدة، بسبب اتساع نطاق تفشي الفيروس بما يفوق طاقتها، وفقًا لوكالة رويترز.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa