نتنياهو المأزوم سياسيًا يحرض الناخبين الإسرائيليين: «بيبي» أم «الطيبي»

قبل الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل..
نتنياهو المأزوم سياسيًا يحرض الناخبين الإسرائيليين: «بيبي» أم «الطيبي»

«بيبي أم الطيبي»، هكذا راح رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يحرض الناخبين على القوائم المنافسة، لا سيما القوائم العربية، خلال الحملة الانتخابية الجارية حاليًا، قبل الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل.

ورغم أن نتنياهو يواجه منافسة شرسة من حزب «أزرق أبيض» بقيادة الجنرال الإسرائيلي السابق بيني جانتس، إلا أنه تعمد التحريض على السياسي العربي، أحمد الطيبي، وأعاد نتنياهو تذكير الناخبين مستخدمًا لقبه «بيبي» بأحقيته في ولاية جديدة.

لكن محللين سياسيين إسرائيليين يقولون، بحسب رويترز، إن «هناك منهجًا وراء تكتيكات نتنياهو في انتخابات تشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة فيها ستكون محتدمة مثل الجولتين الأخيرتين غير الحاسمتين العام الماضي واللتين فشلتا في تشكيل ائتلاف حاكم».

ويرى المحللون أن نتنياهو «يأمل من خلال حصر الخيار بينه وبين برلماني عربي إسرائيلي قد يسعى جانتس للحصول على دعمه خلال محادثات تشكيل الائتلاف، في تحفيز قاعدته اليمينية، التي يشعر الكثير من أفرادها بالارتياب تجاه الأقلية العربية في إسرائيل ونسبتها 21% من السكان».

وقال نتنياهو (70 عامًا) خلال حشد انتخابي: «ليس بوسع جانتس تشكيل حكومة من دون أحمد الطيبي.. هذا هو السر في هذه الانتخابات.. أحمد الطيبي سيطلب منه عدم تنفيذ عمليات ضد إيران في سوريا وجانتس لن يستطيع القيام بعمليات».

وأجبر هذا التكتيك «جانتس» على نفي أن أي حكومة سيشكلها حزب أزرق أبيض الوسطي الذي يقوده ستعول على القائمة المشتركة، وهو تحالف عربي يدعمه بنسبة كبيرة الفلسطينيون الذين يعيشون في الأراضي التي أصبحت إسرائيل في عام 1948.

ويقول الطيبي (61 عاما) إن «هوس حزب ليكود به يمكن تشخيصه بأنه: طيبي فوبيا.. نتنياهو يركز على أحمد الطيبي.. أحمد العربي.. في محاولة لتحريض قاعدته اليمينية.. يحاول القول: انظروا العرب يسيطرون على الحكومة...».

وقال الباحث في برنامج العلاقات العربية اليهودية في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، أريك رودينتسكي: «استراتيجية بنيامين نتنياهو في الانتخابات هي استخدام صورة أحمد الطيبي لتكون ناقوس خطر لناخبيه.. يريد القول لناخبيه إذا لم تخرجوا للتصويت، فستكون هذه هي النتيجة».

وقال مراقبون إن إجراء الانتخابات في إسرائيل، الأسبوع المقبل، سيقرب المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة من تحقيق هدف يسعون إليه منذ فترة طويلة، ممثل في ضم المستوطنات التي يعيشون فيها، لا سيما أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، التي تم الإعلان عنها في يناير الماضي، تقرب المستوطنين من هذا الهدف الذي يفخخ أي حل مستقبلي للقضية الفلسطينية.

وتعهد رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين نتنياهو، الذي يراهن على أصوات اليمين المتطرف في إسرائيل بـ«تطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات التي بنيت على أرض تم الاستيلاء عليها في حرب عام 1967، إذا فاز في الانتخابات، يوم الاثنين المقبل، غير أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرى أن هذه الخطوة «ستخلق دولة فلسطينية كقطعة جبن سويسري.. مجزأة وليس لديها مقومات البقاء...»، بحسب وكالة رويترز.

غير أن وعود نتنياهو بالضم لا تحقق ما يصبو إليه بعض المستوطنين، الذين يزعمون أن الله وعد أجدادهم بهذه الأرض، ومن ثم فهم لا يريدون المستوطنات فقط إنما كل الضفة الغربية التي يطلقون عليها «يهودا والسامرة»، ويشكل المستوطنون في الضفة الغربية البالغ عددهم 450 ألفًا، والذين يعيشون في أكثر من 250 مستوطنة وبؤرة استيطانية بين المدن التي يسكنها ثلاثة ملايين فلسطيني، نحو خمسة في المئة فقط من سكان إسرائيل.

وحركة المستوطنين مؤثرة بسبب مشاركتها بشكل كبير في الانتخابات، كما أنها قوية داخل حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو، ومن المقرر أن يُحاكم نتنياهو في 17 مارس في اتهامات بالفساد، وتظهر استطلاعات الرأي أن الليكود قد يتخطى حزب أزرق وأبيض الذي يتزعمه قائد القوات المسلحة السابق بيني جانتس، رغم أنه من غير المرجح أن يفوز أي منهما بأغلبية برلمانية قوية.

وعادة ما تصوت المستوطنات للجناح اليميني؛ حيث يتنافس الليكود بشكل أساسي مع الأحزاب الدينية والدينية المتطرفة على الأصوات، ويمكن أن يكون كل صوت مهمًا، حيث كانت الانتخابات في المرتين الأخيرتين متقاربة للغاية، وقد يثبت أن مقعدًا واحدًا في البرلمان حاسم عندما يتعلق الأمر ببناء الائتلاف، وسعيًا لتعزيز دعم المستوطنين، يعقد نتنياهو فعاليات شبه يومية في المستوطنات.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa