طالب عبد الإله مؤمنة رئيس النادي الأهلي، بضرورة إعادة النظر في رواتب لاعبي دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، في ضوء المتغيرات التي فرضها فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» على مكونات كرة القدم، على مستوى العالم، لا في الكرة السعودية وحدها.
وأشار مؤمنة، في تصريحات تلفزيونية عبر برنامج «الدوري مع وليد»، إلى أن الاتحاد الدولي لا يتبنى خطوات إلزامية نحو تخفيض أجور اللاعبين، بل يكتفي بدور الإرشاد والتوجيه بدون ضوابط ملزمة، وهو ما يصعِّب الأمور بشكل أو بآخر.
أزمة عارضة
وأكد رئيس الراقي أن الجميع يتفهَّم انعكاسات تلك الأزمة، وعلى رأسهم اللاعبون، مشيرًا إلى أن أبرز ما يميز الأندية السعودية هو التواصل الدائم بين بعضها وبعض، وبينها وبين القيادة الرياضية في المملكة، حول تبعات أزمة كورونا.
وأضاف مؤمنة: «لا شك أنه في النهاية سيتم الوصول إلى مخرجات؛ لأنه لا يمكن بحال ترك الأمر على هذا الوضع، وإلا ستنفجر مشكلة الرواتب والالتزامات في بعض الأندية، وبمجرد تجاوز الأزمة ستكون الأمور أفضل».
واعترف رئيس أخضر جدة أن النادي لم يدخل حتى الآن في مفاوضات لتمديد عقود اللاعبين، خاصةً الذين أوشك تعاقدهم على الانتهاء، مشددًا على أن الأمور حتى الآن ليست واضحة فيما يتعلق بعودة النشاط الكروي.
الفترة الحرة
وأوضح مؤمنة أن مجلس إدارة الأهلي الحالي، لم يمر على انتخابه فترة طويلة، فلا يزال الأمر مبكرًا في حسم كثير من الملفات، متمنيًا أن تعود الحياة إلى كرة القدم في السعودية بحلول شهر مايو على أكثر تقدير؛ حتى لا يطول التوقف وتتعقد الأمور.
وشدد على أن الجميع لا يزال ينتظر مستجدات الأمور خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن الإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات في المملكة لمكافحة الفيروس، مع وعي المواطنين، ترجِّح عودة الرياضة في أقرب وقت ممكن؛ «حيث تعود التدريبات أولًا، ثم نناقش عودة المباريات».
وزف مؤمنة بشرى إلى جمهور الراقي، بتأكيد أن الفريق لا يضم عناصر دخلت في الفترة الحرة، أو أوشكت عقودها على النهاية، موضحًا أن أغلب لاعبي الراقي أمامهم من موسم إلى موسم ونصف قبل الدخول في تلك الفترة.
إدارة الأزمة
وأكمل مؤمنة: «للأمانة، العالم يمر بكُربة لم يشهد مثلها من قبل، ولكن التعاون كبير ومثمر بين جميع مكونات النادي الأهلي، وهناك حالة تواصل بين أعضاء مجلس الإدارة، وعناصر الفريق، والمدير الفني الجديد. العمل الآن مضاعف بسبب الظرف الطارئ، ليكون الفريق مهيأً عند عودة الدوري من جديد».
وأشاد رئيس أخضر جدة، بجهود المدرب الصربي فلادان ميلويفيتش، في متابعة برنامج تأهيل اللاعبين خلال فترة التوقف، على الرغم من الوصول المتأخر للمدير الفني الجديد؛ حيث تم التعاقد معه قبل أسبوع من الأزمة، أدار خلالها مباراة واحدة أمام التعاون، ولم يتعرف بقدر كافٍ إلى جميع عناصر الفريق.
التدريب عن بُعد
ووجَّه مؤمنة الشكر لعناصر الفريق الأول على حرصهم الشديد على أداء البرنامج المعد من الجهاز الفني، معقبًا: «ميلويفيتش يتابع العمل عن بُعد بدقة، وتصلنا تقارير يومية خاصة بمتابعة تدريبات اللاعبين في منازلهم، والجميع ملتزم بالتدريبات للحفاظ على معدلات اللياقة قدر الإمكان».
وأردف: «الإيقاف الحالي أثر على كرة القدم بدرجة كبيرة؛ ليس في السعودية وحدها، ولا توجد أي مدخلات لتحديد وقت عودة المنافسات.. ربما تمد لأسبوع أو شهر أو أكثر. والأمر ليس بأيدينا.. ونتمنى أن ننهي الدوري في أقرب وقت، لنستعد ونجهز أنفسنا للموسم الجديد».
وأكمل رئيس الأهلي أن استئناف الدوري يعني بالتبعية حاجة المدرب إلى قرابة 21 يومًا على الأقل لعودة التدريبات بالنسق الطبيعي. والأجانب من جهاز فني ولاعبين، موجودون جميعًا في المملكة، ولا شك أن المدرب مستاء من الوضع، لكنها أزمة عالمية.
واستطرد مؤمنة، أن جميع عناصر الفريق موجودين بالمملكة، حتى اللاعبون الأجانب، إلا أن العامل النفسي يبقى مؤثرًا في ظل رغبة البعض في السفر، وحالة القلق على الأهل، معقبًا: «نسأل الله أن تمر هذه الأزمة على خير».
استئناف المسابقات
وحول عودة الحياة إلى كرة القدم السعودية، أشار مؤمنة إلى أن أجندة المباريات باتت مرتبطة الآن بمسابقات الاتحاد الدولي، والقرار لم يعد يخص الاتحاد السعودي بمعزل عن العالم في تلك الأزمة، ولكن من المهم أن ينتهي الموسم في أقرب وقت.
ولفت مؤمنة إلى ضرورة الاستعداد الجيد للموسم المقبل، دون إغفال أن الفريق وصل إلى مراحل متقدمة في العديد من المسابقات، وعلى رأسها كأس خادم الحرمين، ولكن الأمر لا يتعلق بالأهلي وحده.
وزاد رئيس الأهلي: «في حال استئناف النشاط في مايو -وهو ما يعني دخول شهر رمضان- يمكن أن تسير الأمور على نحو مقبول. أما إذا استمر الوضع إلى يونيو في ظل الحر الشديد، وفي أغسطس يعود بطولة آسيا، فسيزدحم الجدول على نحو يشكل صعوبة كبيرة».
أزمة عالمية
وواصل مؤمنة أن الدوري السعودي -مثل باقي الدوريات- يمر بأزمة كبيرة، تتعلق بتسهيلات تتعلق باللاعبين، والعقود والرعاية والانتقالات، خاصة أن الإيقاف يؤثر بشدة على النادي من الناحيتين المادية والرياضية.
وشدد على أن «أكثر الأندية تعاني ماليًّا بدرجة كبيرة.. ريال مدريد على سبيل المثال خسر قرابة 50 مليون دولار في بند واحد، وفي بعض الأندية تحرك بعض اللاعبين طواعية من أجل تخفيض الرواتب».
واعترف أن انخفاض عقود اللاعبين يعد الآن أمرًا حتميًّا، من أجل توفير السيولة اللازمة، في ظل تأثيرات عقود الرعاية ومدخلات الحضور الجماهيري، ولا بد أن يتدخل فيفا بحزمة من التشريعات والقرارات؛ حتى لا تتفاقم أزمة الرواتب والعقود.
واختتم مؤمنة تصريحاته: «الميزة في الدوري السعودي أن مدخلات الأندية تعتمد بنسبة 90% على الدعم الحكومي، لكن أتمنى أن تصدر تعليمات من فيفا لتسهيل التعاملات المالية للأندية بعد التوقف، في ظل تراجع المدخلات وارتفاع الالتزامات».
اقرأ أيضًا: