لا تتوقف الصحف الأمريكية عن تتبُّع الأموال الحرام التي تنفقها الأسرة الحاكمة في قطر بغزارة، شرقًا وغربًا، وتوضح الإيصالات والفواتير التي جرى الكشف عنها، تركيز الاستخبارات القطرية، التي توجّه عمليات الإنفاق على مجموعة واسعة من الشخصيات المؤثرة في الداخل الأمريكي، سواء من معسكر الداعمين أو المعارضين للرئيس دونالد ترامب.
ووفقًا لصحيفة «وول ستريت جورنال»، استهدفت جماعات الضغط القطرية، نيك موزين، وجوي اللحام وهما من المؤثرين الرئيسيين على ترامب، من أجل التأثير على سياسة البيت الأبيض في الخليج، وخلال الفترة من أكتوبر 2017، حتى أكتوبر 2019، دفعت قطر 180 ألف دولار لشركةCommon Sense Media Holdings LLC.
وتنتج الشركة برنامجًا إذاعيًّا للمعلق المؤيد لترامب جون فريدريكس، ووفقًا لما أوردته «العربية» عن سجلات المعهد القطري الأمريكي سيسهل على فريدريكس «الوصول إلى الضيوف الرئيسيين» وهم كبار المسؤولين القطريين وقادة الأعمال والخبراء؛ وبث عروض حية كل شهرين في المعهد لتحسين سمعة قطر.
وخوفًا من سحب استضافة كأس العالم 2022؛ خصصت قطر مساحات واسعة من التغطية لهذا الملف، حتى تقنع الرأي العام الأمريكي بأحقيتها في استضافة البطولة، التي تبدو مهددة حتى الآن، ليس فقط لانتشار فيروس كورونا المستجد، لكن لعدم جاهزية الدوحة، كما تركّز عمليات الدعم المالي المشبوهة على تسويق سياسات قطر التعليمية.
وترشّح الاستخبارات القطرية قائمة المسؤولين القطريين المسموح لهم بالحديث لوسائل الإعلام الأمريكية، من أجل تسويقهم بين فئة المستمعين الجمهوريين المؤيدين لترامب، كما يحدث في فيرجينيا؛ حيث التدفق المستمر للتعليقات المؤيدة لقطر من عرض «فريدريكس»، وقالت صحيفة «ديلي بيست»، بحلول شهر مارس، كان فريدريكس يبث من الدوحة؛ حيث أجرى مقابلات مع العديد من كبار المسؤولين الحكوميين حول المقاطعة العربية لقطر، دون أن يشير إلى وثائق دعمها للإرهاب.
وعبر المستشار المختص في الأمن القومي الأمريكي، ديفيد روبي، من التهاون مع جملة جرائم ضالعة فيها قطر، وقال وفقًا لمجلة «Newsweek» الأمريكية: مشيخة قطر هي «الملاذ الآمن لإرهابيي القاعدة وطالبان.. المموّل الرئيسي لجماعة الإخوان وحماس.. تستخدم جزءًا من عائداتها النفطية في محاولة التأثير على الداخل الأمريكي، والسيطرة على قلوب وعقول المحافظين والجمهوريين».
وتواصلت دهشة المستشار الأمريكي من أن «قطر لم تدفع فقط للأصوات المؤيدة لترامب لمحاولة التأثير على السياسة الأمريكية، بل عملت على الدفع بمعلقين بارزين على موقع «ضد ترامب» (NeverTrump) التي تنتقد البيت الأبيض، ما يعني أن الأسرة الحاكمة في قطر تدعم الأقلية الصغيرة المعارضة لترامب في الحزب الجمهوري، الذين يمثلون قيمة لقطر بحكم مواقعهم المؤثرة في الكابيتول هيل، وفي متاجر الضغط في شارع كي ستريت، وفي الأخبار التلفزيونية.
وفقًا لإيداعات «FARA»، الخاصة بهم، دفعت قطر أكثر من 219000 دولار لحملة تروّج لرئيس اللجنة الوطنية الجمهورية السابق مايكل ستيل كمدير.. وشوهد ستيل وجماعة «ضد ترامب» واستشاري الحزب الجمهوري السابق ريك ويلسون في العاصمة القطرية لمنتدى الدوحة في أواخر عام 2018، لقد كانوا مبتسمين للكاميرات وأجروا مقابلات مؤيدة للنظام لاستخدامها في وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية.
وقال المستشار الأمريكي، ديفيد روبي: عندما يتم أخذ السياسيين أو المؤثرين على الفنادق المدفوعة بالكامل، فهذه رشوة، وردًّا على فضيحة كشف السجلات المالية للمعهد القطري الامريكي، اعترف «فريدريكس»، بأنه كان للبيع وقال لصحيفة «ديلي بيست»: «في نهاية المطاف، أنا أعمل لبيع الإعلانات»، محذّرًا من قبول الرشاوى القطرية.