ربما يستفيد بعض الرياضيين الذين انتهكوا قواعد تعاطي المنشطات، من قرار تأجيل أولمبياد طوكيو، التي ستقام العام المقبل، والمشاركة في البطولة بشكل غير متوقع، حال تأهلهم.
وتنتهي عقوبة عدد من الرياضيين، الذين لم يكن في إمكانهم المشاركة في الأولمبياد هذا العام، في الوقت المحدد للنسخة التي تم إعادة جدولتها لتقام خلال الفترة من 23 يوليو وحتى 8 أغسطس 2021.
عدد كبير غير راض عن التطورات التي تسبب بها وباء فيروس كورونا، ولكن يبدو أنه لا يوجد أي طريقة قانونية لتحدي هذا الأمر.
وقال كليمنز بروكوب الرئيس السابق للاتحاد الألماني لألعاب القوى: «هذا يؤدي إلى تشويه المسابقة وأتمنى أن يكون فريدًا من نوعه، هذا العام مع الفيروس سيكون له تأثيرًا دائمًا على تكافؤ الفرص والمنافسة».
ويفضل فريتز سويرجيل، ناشط ألماني في مكافحة المنشطات، تجميد العقوبات في ظل عدم إمكانية إقامة أي بطولات مثل الوضع الحالي، وقال: «يجب أن تتعلق العقوبات الحالية بالمسابقات وأوقات التدريب لأن الزمن توقف».
وبدورها، قامت المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي «كاس» بإحباط جهود مشابهة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.
وفي ما يسمى بـ«قاعدة أوساكا»، أرادت اللجنة الأولمبية الدولية منع الرياضيين الذين أمضوا عقوبة ستة أشهر أو أكثر من المشاركة في الأولمبياد أيضًا، ولكن هذا القرار تحداه بنجاح الاتحاد الأمريكي لألعاب القوى نيابة عن عداء الـ400 متر لاشوان ميريت.
وذكرت «كاس» أن القاعدة يمكن أن يتم تقديمها إذا كانت جزءًا من ميثاق مكافحة المنشطات العالمي وليس من ميثاق اللجنة الأولمبية الدولية، ولكن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات «وادا» قامت بدلًا من ذلك بتمديد العقوبات من عامين لأربعة أعوم بسبب الدورة الأولمبية.
وخلال أسئلة وأجوبة عن تأجيل أولمبياد طوكيو، ذكرت اللجنة الأولمبية الدولية: «وادا، الجهة العالمية الحاكمة لمكافحة المنشطات، أوضحت أنه تحت القواعد الحالية، فإن العقوبات بسبب تعاطي المنشطات مرتبة زمنيًّا وليس على بطولات محددة».
وأضافت: «حاولت اللجنة الأولمبية الدولية في عدة مناسبات تطبيق قواعد من شأنها أن تبعد الرياضيين المتهمين بتعاطي المنشطات من المشاركة في الأولمبياد التالية. ولم يتم السماح لهذا من قبل المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي».
وبإمكان عشرات الرياضيين من ألعاب القوة المشاركة في أولمبياد طوكيو التي تقام العام المقبل، بينما هم محرومين من المشاركة في البطولة إذا كانت أقيمت في موعدها العام الحالي.
هؤلاء الرياضيون من بينهم عداءة المنافسات المتوسطة التركية جامزي بولوت، التي تنتهي عقوبتها يوم 20 مايو المقبل، وهو الوقت الذي لن يمكنها من التأهل للأولمبياد إذا كانت أقيمت هذا العام، ولكنه يعطيها وقتًا كافيًا للتأهل للأولمبياد التي تقام العام المقبل.
وتم تصعيد بولوت لتحصد الميدالية الذهبية في أولمبياد 2012 بسباق 1500 متر، عندما جردت مواطنتها أسلي كاكير ألبتكين من الميدالية بسبب تعاطي المنشطات، ولكن تم تجريدها منها بعدها بفترة عندما وقعت عليها العقوبة.
نفس الأمر قد يطبق في عديد من الرياضات الأخرى مثل السباحة، حيث تنتهي عقوبتي الجنوب إفريقي المخضرم رولاند شومان الفائز بالميدالية الذهبية في سباق التتابع، والأمريكي كونور دوير الفائز بذهبيتين في سباق التتابع، وكان دوير اعتزل العام الماضي بعد توقيع عقوبة عليه لمدة 20 شهرًا، ولكن ربما يفكر في التراجع عن الاعتزال.
وقال توماس كورشيلجين مدير إدارة الأداء بالاتحاد الألماني للسباحة إن عودة اللاعبين الموقوفين لدورة الألعاب المؤجلة كان حبة مرة يجب على اللاعبين الشرفاء دائمًا بلعها عندما يبدأ مجرمو المنشطات من جديد.
وقال سيبستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى: «هذا شيء سنكون بحاجة للنظر فيه"، ولكن فيتولد بانكا رئيس وادا قال مؤخرًا أن منظمات مكافحة المنشطات لا يمكنها الاختيار بشأن التوقيت الذي ينبغي على الرياضيين قضاء العقوبة».
وقال بانكا: «بينما لا يمكن للرياضي أن يختار أو تختار متى يمكنه أو يمكنها العودة للمشاركة في البطولات، لا يمكن ذلك لمنظمات مكافحة المنشطات أيضًا».
وأضاف: «هذا يتفق تمامًا مع مبادئ العدالة الطبيعية ومجالات أخرى من القانون، سواء كانت على صلة بالرياضة أو حتى بالنشاطات الإجرامية. عندما ينتهي الجاني من وقت عقوبته، تعتبر العقوبة نفذت».
اقرأ أيضاً