رياضة

‫طموح المنتخب السعودي يصطدم بالحلم البحريني في نهائي «خليجي 24»

«الأخضر» و«الأحمر» تأهلا عن جدارة

وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ )

يسدل الستار، غدًا الأحد، على واحدة من ‫أكثر النسخ إثارةً في تاريخ بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم، عندما ‫يلتقي المنتخب السعودي بنظيره البحريني، في المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج العربي «خليجي 24»، ‫المقامة حاليًا في قطر.

‫‫وبالرغم من أنَّ مشاركة المنتخبين في البطولة لم تتأكَّد إلا قبل أيام قليلة من انطلاقها، إلا أنهما تمكّنا من شقّ طريقيهما بجدارة إلى المباراة النهائية لـ«خليجي 24» التي ‫تقام غدًا على استاد عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل في الدوحة.

‫‫اللقب الرابع

وأصبح كل من المنتخبين على بعد 90 دقيقة فقط من تحقيق حلم طال انتظاره، ‫حيث يتطلع المنتخب السعودي «الأخضر»، إلى الفوز بلقبه الرابع بعدما توج بآخر ‫ألقابه الثلاثة السابقة في بطولات الخليج في البطولة التي أقيمت في الكويت التي استضافت بطولة «خليجي 16» في نهاية 2003 وبداية عام 2004، فيما يحلم المنتخب البحريني «الأحمر» بإحراز لقبه الخليجي الأول في تاريخ ‫البطولة، علمًا بأنَّ البحرين كانت من المؤسسين لكأس الخليج، لكن منتخبها يطمح بقوة إلى الفوز بلقب «خليجي 24».‫

‫النهائي الخامس

ويخوض المنتخب السعودي المباراة النهائية للمرة الخامسة في تاريخه، وهو النهائي الرابع في آخر ستّ نسخ من البطولة، علمًا بأنَّه لم يفز باللقب في أي من المرات الأربعة السابقة التي خاض فيها المباراة النهائية للبطولة.‫

‫وأحرز المنتخب السعودي ألقابه الثلاثة السابقة في بطولات أقيمت البطولة بنظام دوري من دور واحد بين جميع المنتخبات المشاركة في البطولة ،‫وذلك في خليجي 12 و15 و16، وهو يريد الآن أن يضيف لقب «خليجي 24» إلى قائمة ألقابه الخليجية.

‫اللقب الأول

في المقابل، يتطلع «الأحمر» البحريني إلى الفوز باللقب الأول له، علمًا بأنَّ أفضل إنجاز سابق له في البطولة كان احتلال المركز الثاني في أربع بطولات ‫سابقة.

‫‫ويخوض المنتخب البحريني المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته بالبطولة، حيث أحرز الفريق المركز الثاني في هذه المرات الأربعة ‫السابقة عندما أقيمت البطولة أيضًا بنظام دوري من دور واحد.

وتبدو الدوافع عند كل منهما وكذلك الحالة المعنوية في أعلى درجاتها، بعدما اجتاز كل منهما أكثر من عقبة صعبة في طريقه إلى المباراة النهائية إلى نهائي بطولة «خليجي 24».

‫بداية متعثرة

المنتخب السعودي استهلَّ مسيرته في «خليجي 24» بالهزيمة أمام نظيره الكويتي 1 - 3، لكن الفريق استعاد اتزانه سريعًا وحقق انتصارين متتاليين على البحرين 2 - صفر وعمان 3 – 1، قبل أن ينتزع فوزًا غاليًا للغاية على نظيره القطري صاحب الأرض 1 - صفر في المربع الذهبي للبطولة.

في المقابل، استهلَّ المنتخب البحريني مسيرته في «خليجي 24» بتعادل سلبي مع نظيره العماني حامل اللقب، لكنَّه خسر المباراة التالية أمام نظيره السعودي ‫صفر- 2 ثم انتزع فوزًا غاليًا للغاية على نظيره الكويتي 4- 2 لينتزع ‫بطاقة التأهل الثانية من المجموعة الثانية بالدور الأول إلى المربع ‫الذهبي بفارق هدف واحد فقط أمام عمان.

‫وفي المربع الذهبي لـ«خليجي 24»، قلب الأحمر البحريني تأخره مرتين إلى التعادل 2 – 2 ‫مع نظيره العراقي قبل أن يطيح بأسود الرافدين من البطولة بركلات الترجيح، ليجد نفسه أمام المنتخب السعودي في النهائي بعد أيام قليلة من الهزيمة أمامه في الدور الأول للبطولة.

‫‫خارج التوقعات

وبالرغم من الفارق بين إنجازات الفريقين في «خليجي 24»، وكذلك الهزيمة التي مُنِي بها المنتخب البحريني أمام نظيره السعودي في الدور الأول للنسخة من ‫البطولة، يبدو التكهّن بنتيجة مباراة الغد أمرًا صعبًا للغاية، لاسيما أن المنتخب البحريني شهد تطورًا في مستواه من مباراة لأخرى.

‫جاهزية تامة

ويعتمد كل من الفريقين في نهائي «خليجي 24» على جاهزية معظم لاعبيه بعدما عمد كل من المدير الفني للمنتخب السعودي، الفرنسي إيرفي رينارد، ‫والمدير الفني للمنتخب البحريني والبرتغالي هيليو سوزا، إلى الاستعانة ‫بمعظم لاعبيهما خلال مبارياتهما السابقة بالبطولة.

‫‫واضطر رينارد إلى الاعتماد على مجموعة من اللاعبين غير الأساسيين في بداية مسيرته بالبطولة.‫

‫كلمة السر

واستهلَّ الفريق مسيرته في «خليجي 24» بعد يومين فقط من مباراة الهلال السعودي أمام مضيفه أوراوا ريد دياموندز الياباني في إياب الدور ‫النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا.

‫‫وفي ظلّ المجهود الكبير الذي بذله الهلال للفوز على أوراوا بملعبه والتتويج باللقب الأسيوي الغالي، ورحلة السفر الطويلة خلال العودة من ‫اليابان بعد خوض النهائي، اضطر رينارد للتخلي عن جهود لاعبي الهلال في ‫المباراة الأولى من «خليجي 24»، التي خسرها الأخضر أمام المنتخب الكويتي.

‫‫ومع عودة لاعبي الهلال إلى صفوف الأخضر، بدا الفريق بشكل مغاير تمامًا وحقق انتصارين متتاليين بعدما أظهر بعضا من قدراته الحقيقية بقيادة رينارد ليتأهل ‫بجدارة إلى المربع الذهبي، وبهذا كان لاعبو الهلال هم كلمة السر في التحول الكبير في النتائج والأداء.

‫‫وواصل رينارد الاعتماد على لاعبيه الأساسيين في المباراة أمام المنتخب ‫القطري بالمربع الذهبي لـ«خليجي 24»، لكنه أجرى تغييرين اضطراريين على ‫التشكيلة الأساسية بسبب غياب سالم الدوسري وسلمان الفرج للإصابة.

‫‫وساهمت هذه الظروف في أن يكون جميع لاعبي الفريق على أهبة الاستعداد قبل خوض المباراة النهائية لـ«خليجي 24»، وإن عانى بعضهم من الإجهاد بالطبع نظرًا لضغط ‫المباريات في البطولة.

‫‫كما يضاعف من معنويات الفريق فوز الهلال بلقب دوري أبطال آسيا ومشاركته المرتقبة خلال الفترة المقبلة في بطولة كأس العالم للأندية التي تنطلق ‫فعالياتها يوم الأربعاء المقبل في قطر.

‫«الأحمر» مستعد

في المقابل، يخوض المنتخب البحريني المباراة النهائية لـ«خليجي 24» وهو على استعداد ‫تام للمنافسة بقوة على لقب البطولة خاصة وأنه أحرز مؤخرًا لقب بطولة كأس ‫أمم غرب آسيا في العراق.

‫‫ومن بين الأسباب التي تجعل الفريق على استعداد تام لنهائي «خليجي 24»، أن مدربه سوزا سار في البطولة الحالية على نفس النهج الذي انتهجه في بطولة غرب آسيا التي أحرز لقبها بالتغلب على المنتخب العراقي «أسود الرافدين» ‫في عقر داره حيث عمد سوزا إلى إجراء تغييرات هائلة في التشكيلة الأساسية ‫لفريقه من مباراة لأخرى.

‫‫نقاط القوة

وأظهرت مباريات الفريقين في «خليجي 24» حتى الآن مجموعة من أبرز نقاط قوة كل منهما.

‫‫وتكمن أبرز نقاط القوة بالمنتخب السعودي في تأقلم اللاعبين بشكل كبير مع أسلوب اللعب الذي يطبقه رينارد ومع الانضباط الخططي والالتزام بالتعليمات ‫وهي خصائص مدرسة التدريب الفرنسية التي ينتمي إليها رينارد التي حقق من ‫خلالها نجاحاته السابقة مع منتخبات زامليا وكوت ديفوار والمغرب.

‫كما يعتمد «الأخضر» على مجموعة متميزة من اللاعبين في مختلف الصفوف بداية من محمد عبده خبراني وياسر الشهراني في الدفاع، مرورًا بمحمد كنو ونواف ‫العابد وعبدالله عطيف في الوسط ووصولا إلى هتان باهبري، والشاب فراس ‫البريكان في الهجوم، كما من المتوقع بقوة أن يستعيد المنتخب السعودي اثنين من أبرز نجومه هما سلمان ‫الفرج وسالم الدوسري بعد غيابهما عن مباراة نصف نهائي «خليجي 24».

حراسة المرمى

‫‫ويحتاج المنتخب السعودي إلى ظهور حارس مرماه فواز القرني بمستو أفضل مما كان عليه في المباريات السابقة وخاصة في مباراة قطر.‫ ‫وينطبق ذلك أيضًا على سيد علي حارس مرمى البحرين الذي كان سببا مباشرًا في ‫هدفي العراق بمباراة الفريقين في المربع الذهبي لـ«خليجي 24».

‫‫أسلوب المدرب

في المقابل، تكمن أبرز عناصر تفوق الفريق في طرق اللعب التي يتبعها مدربه سوزا التي نجحت في الحصول من اللاعبين على أفضل ما لديهم في ‫مباريات الفريق ببطولة غرب آسيا والبطولة الحالية، إضافة للتغييرات ‫الدائمة التي يجريها على تشكيلة الفريق الأساسية التي قد تربك حسابات ‫منافسيه من ناحية كما أنها تجعل جميع اللاعبين على أهبة الاستعداد ‫دائمًا.

‫‫كما يتمتع الفريق بروح معنوية عالية وقدرة على اللعب بقوة حتى الثانية الأخيرة من المباراة وهو ما يجعل منافسه بحاجة لتركيز تام، كما يجيد ‫الفريق البحريني التعامل مع الكرات العالية أمام مرمى المنافس نظرا لطول ‫قامة لاعبيه.

‫‫وبعدما حقق كل من الفريقين قدرًا جيدًا من طموحاته في البطولة، سيكون هدف كل منهما تتويج نجاحه في «خليجي 24» بلقب ثمين في هذه النسخة المثيرة.

مرر للأسفل للمزيد