أكد الفنان السعودي يعقوب الفرحان بطل فيلم «سيدة البحر» في حواره مع «عاجل»، أن التمثيل يكون أصعب عند انعدام الحوار في الفيلم، إلا أن المخرجة شهد أمين استطاعت تسهيل هذه المهمة؛ لأنها تعرف جيدًا ما تريد وما تشعر به في هذا العالم الخاص بها.
وقال الفرحان إنه عقب موافقته على المشاركة في فيلم «سيدة البحر» لم يشترط أي تعديلات على دوره، قائلًا: «أنا التزمت كثيرًا برؤية المخرجة شهد أمين»، خاصةً أنها تحدثه عن هذا الفيلم منذ عام 2013؛ ما أقنعه بوجهة نظرها عن شخصيته «مثنى» في الفيلم.
وأضاف الفرحان أن ما جذبه إلى الشخصية هو أنها صعبة، وتشبه عددًا كبيرًا من الشخصيات التي يعرفها هو شخصيًّا في الواقع، الذين ندموا على الانسياق وراء التقاليد وتزويج بناتهم في سن الـ16 أحيانًا رغم أنهن مثقفات ومتعلمات.
وأوضح الفرحان أن شخصيته في الفيلم لا تمت إلى شخصيته في الواقع بصلة، خاصةً أنه منذ سنوات طويلة اختار أن يخرج من التقاليد التي طالما عاش وسطها، مؤكدًا أنه تزوج الإنسانة التي أحبها عام 2011، وهي الفنانة «ليلى إسكندر» نجمة ستار أكاديمي، رغم أنها من بلد مختلفة «لبنان» ومن ديانة غير ديانته، لكنه اختار أن يفعل هذا لأنه كان مؤمنًا بأن يفعل الإنسان ما يشعر به حتى يكون صادقًا مع نفسه ومع الآخرين، قائلًا: «حاربت عشان أعيش حياتي من غير ما أكون تحت سطوة العادات الاجتماعية»، لكنه يعلم جيدًا أن المرأة السعودية عانت كثيرًا خلال السنوات الماضية، وهو السبب الأساسي لقبوله المشاركة في فيلم «سيدة البحر».
وعن فكرة مشاركته في فيلم تقوم قصته على مبدأ «الفانتازيا»، أوضح الفرحان أنه لم يخش هذه الخطوة، والموضوع برمته قائم على «حدوتة»، وأن الرسائل الخاصة بالفيلم هي التي جعلته يحب نصه، قائلًا: «مضمون السيناريو كان واقعيًّا وصادقًا كثيرًا»، رغم أنها قصة خيالية، مؤكدًا أن الفانتازيا تم توظيفها جيدًا، وكان تحديًا للمخرجة، قائلًا: «أهنيها على ذلك وهي تستحق المكان الذي وصل إليه الفيلم».
وعن الانفتاح الثقافي والفني الذي يحدث حاليًّا داخل السعودية، أكد الفرحان أنه يحمد الله على أن الشعب السعودي أصبح قادرًا على المعيشة في تلك الظروف، قائلًا: «راح نكون أغبياء كتير إذا ما عرفنا نستغل هذا الانفتاح ونقدمه بصورة صحيحة للعالم»، مؤكدًا أنه لا بد لصناع السينما السعودية استغلال ذلك من خلال الأعمال الفنية التي ستعرض خارج بلادهم، خاصةً أن هذه الأعمال هي أسرع طريقة لتسويق مجتمعهم للعالم، على حد تأكيده.
وعبَّر الفرحان عن سعادته البالغة بالمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي لأول مرة في تاريخه المهني، خاصةً أن هذه المشاركة ليست دعوة لمشاهدة الأفلام بل مشاركة بمشروع سينمائي شارك في بطولته وحصد العديد من الجوائز في مهرجانات أخرى، قائلًا: «ده كان حلم من أحلامي وبيتحقق بشكل حلو»، موضحًا أنها مصر عظيمة خرج منها أسماء كبيرة في سماء الفن، وأثرت في جيل كامل وفي المكتبة العربية والوعي العربي عامةً، قائلًا: «إحنا نبوس مصر وش وضهر على اللي عملته طول السنين والعقود الماضية»، متمنيًا لها الاستقرار والتقدم.