تتوالى الآثار الناجمة عن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها أغلب دول العالم في مواجهة استمرار تفاقم أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد «COVID-19»، الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
وحذرت دراسات طبية، من آثار استمرار إجراءات التباعد الاجتماعي في مواجهة «كوفيد-19» على الصحة العقلية والنفسية للسكان في الدول التي تخضع لمثل هذه الإجراءات، مشيرة إلى ضرورة الاهتمام بمراعاة الصحة النفسية جنبًا إلى جنب مع الصحة الجسمانية للأشخاص حول العالم.
الاكتئاب بات ملازمًا لانتشار الوباء
وفي هذا الشأن، وجهت منظمة الأمم المتحدة تحذيرًا للدول الأعضاء من أن فيروس كورونا المستجد يثير أزمة عالمية كبرى في مجال الصحة العقلية، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة المشكلات النفسية الناجمة عن المرض.
ونقلت وسائل إعلام دولية، عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قوله "بعد عقود من الإهمال وقلة الاستثمار في خدمات الصحة العقلية، فإن وباء كوفيد-19 يثقل الآن كاهل العائلات والمجتمعات بضغوط نفسية إضافية".
وأضاف غوتيريش، خلال مؤتمر عن بعد عبر اتصال فيديو، الخميس الماضي، حتى عندما تتم السيطرة على وباء كوفيد-19 فإن الحزن والقلق والاكتئاب سيواصل التأثير على الأشخاص والمجتمعات، مشيرًا إلى أن الأزمة تضع ضغوطًا ذهنية هائلة على عدد كبير من سكان العالم.
وسلط تقرير الأمم المتحدة الضوء على الضغوط النفسية التي يعانيها الأشخاص الذين يخشون من أنهم أو أحباءهم سيصابون أو يموتون بفيروس كورونا المستجد، الذي أودى بحياة نحو 300 ألف شخص في أنحاء العالم منذ ظهوره في الصين أواخر العام الماضي.
كما أشار أيضًا إلى التأثير النفسي على أعداد كبيرة من الأشخاص الذين فقدوا عملهم أو أصبحوا معرضين لفقدانه، وانفصلوا عن أحبائهم أو عانوا تدابير الإغلاق الصارمة.
التأثير النفسي لن يقف عند البشر وحدهم
وفي السياق ذاته، أشار علماء في مجال الأحياء البحرية، إلى أن الأسماك في حوض أسترالي بدأت تظهر عليها علامات الاكتئاب، بسبب إغلاق المكان واختفاء الزوار على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد.
ووفقًا لما نقلته شبكة "إيه بي سي" الإخبارية الأسترالية، أغلق القائمون على حوض الأسماك الأسترالي في "كيرنز أكواريوم" في كوينزلاند بأستراليا، المكان أمام الزوار في منتصف مارس الماضي، مع فرض السلطات إجراءات وقاية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقررت بعض الأسماك الاختباء في الزوايا المظلمة من الحوض، في حين توقفت أخرى عن تناول الطعام لأسابيع عدة، وخفت حركة مجموعة ثالثة من الأسماك، ولم تعد نشطة كما في السابق.
ويقول علماء الأحياء البحرية إن الأسماك حساسة للغاية، بسبب تشابه الكيمياء العصبية لديها مع الإنسان، ويرجحون أن الاكتئاب الذي يصيبها ناتج عن تقلبات في مادتي السيروتونين والدوبامين، وهي تقلبات مشابهة لما يعانيه البشر عند الاكتئاب.
زيادة معدلات الانتحار
من جهتها، أشارت ديفورا كيستيل رئيسة قسم الصحة العقلية وتعاطي المخدرات في منظمة الصحة العالمية، إلى ورود تقارير تفيد بارتفاع حالات الانتحار بين العاملين في المجال الطبي ومجال الرعاية الصحية والمستجيبين الأوائل الذين يعملون تحت "ضغوط هائلة" بسبب فيروس كورونا المستجد.
وأوضحت ديفورا كيستيل، خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، أن الأوضاع الحالية والخوف وحالة عدم اليقين والاضطراب الاقتصادي، قد تسبب ضائقة نفسية.
اقرأ أيضًا: