دعم حكومي ونسب عائلي يصنعان أسطورة فريق أردوغان «المدلل»

بعد فوز «باشاك شهير» ببطولة الدوري التركي..
دعم حكومي ونسب عائلي يصنعان أسطورة فريق أردوغان «المدلل»

وصفت مجلة «دير شبيجل» الألمانية فريق «باشاك شهير»، الذي توج أمس الأحد، رسميًا ببطولة دوري كرة القدم التركي للمرة الأولى في تاريخه، بالفريق المدلل للرئيس رجب طب أردوغان وحزبه الحاكم، العدالة والتنمية.

وحقق الفريق الذي ينتمي إلى أحد أرقى المناطق الأوروبية في مدينة اسطنبول والتي يحمل اسمها أيضًا، البطولة وسط اتهامات لا حصر لها تطارده منذ فترة طويلة من جانب معارضين وجمهور عريض من محبي الساحرة المستديرة في تركيا، فضلًا عن مسؤولي أندية عريقة منافسة وفي مقدمتها جالطا سراي، بأنه لا يفوز بأقدام لاعبيه ولا فقط عبر استراتيجيته الشهيرة في استقطاب نجوم عالميين أو مشهورين، وإنما تتدخل أيضًا جهات حكومية وسياسية وحزبية «علنًا وسرًا» لتسهيل مهمته على الدوام.

ويعد البطل الجديد للدوري التركي من الفرق حديثة العهد، إذ تأسس في العام 1990، فيما أنه يلعب في دوري الدرجة الأولى منذ نحو 15 عامًا فقط، وفقد تعرض خلالها للهبوط إلى دوري الدرجة الثانية مرة واحدة.. لكن طفرة كبيرة حدثت له في المواسم الأربعة الماضية، والتي شهدت تألقًا لافتًا له ساعده على احتلال مراكز متقدمة جدًا أهلته للظهور في بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، وإن ظلت تجربته فيهما ضعيفة للغاية.

في العام الماضي «2019»، كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الدوري، قبل أن يخسر اللقب بالهزيمة على يد جالطا سراي في الأمتار الأخيرة من البطولة، ثم ما لبث أن ظفر بالأخيرة العام الجاري.

ورغم ندرة المشجعين بالنسبة للفريق؛ حيث بالكاد يحضر مباراياته ألفان إلى ثلاثة آلاف مشجع، فإن أردوغان يرعى الفريق شخصيًا وكأنه مشروعه الخاص. وشارك قبل سنوات قليلة باللعب في مباراة استعراضية بمناسبة افتتاح ملعبه الجديد «باشاك شهير فاتح تريم ستيديوم»، وارتدى زي الفريق البرتقالي، بل وللعجب سجل 3 أهداف في المباراة. وقد حجب الفريق الفانلة رقم 12 من قائمة لاعبيه تكريمًا للرقم الذي كان ارتداه أردوغان آنذاك.

كما حضر الرئيس التركي المباراة الأولى لـ«باشاك شهير» في بطولة أوروبا ضد كلوب بروج العام قبل الماضي.

وحسب «دير شبيجل» فإن رئيس النادي السابق، جوكسل جوموسداج، وهو صاحب الفضل الأكبر في صعود النادي الصاروخي، قد استفاد من صلة النسب التي تجمعه بأردوغان، فهو متزوج من ابنة أخت زوجة الرئيس التركي.

وتتدخل هيئات الحكومة وحزب العدالة والتنمية في تسهيل الدعم المالي السخي للفريق، حتى أن إيراداته الأكبر يتحصل عليها من إيرادات الشركات التابعة لبلدية اسطنبول، وعلى رأسها عائدات وقوف السيارات ونظام التذاكر الإلكتروني، الأمر الذي دفع على سبيل المثال، عمدة اسطنبول الحالي، قيادي حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، للتعهد إبان حملته الانتخابية العام الماضي، بالعمل على إنهاء شبكات الدعم الرسمية لـ«باشاك شهير»، غير أنه لم يفلح في هذا الشأن حتى الآن.

وكان مرشح سابق على منصب عمدة اسطنبول، هو مصطفى ساريجول، من حزب الشعب الجمهوري أيضًا، قد تعهد قبل سنوات عدة بإغلاق النادي، كجزء رئيسي في خططته للإدارة في حال فوزه بالانتخابات، وهو ما لم يحدث كذلك.

ولا يتردد ساسة العدالة والتنمية في الضغط على اتحاد الكرة التركي لتغيير قرارات لصالح الفريق، وكان المثال الأكثر فجاجة حين تم تعديل عقوبة حارس الفريق في العام 2017، من الإيقاف 10 مبارايات لتعديه بالضرب على صحفي، إلى الإيقاف مباراة واحدة فقط.

اقرأ أيضًا:

وثائق سرية: أردوغان يحوّل سفارات تركيا في الخارج إلى «قواعد تجسس»

6.5 ملايين شاب تركي يحرقون أوراق أردوغان الرابحة.. وحكمه بات مهددًا

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa