أكدت المخرجة والكاتبة السعودية شهد أمين، لـ«عاجل»، أنها لم تتوقع حصول فيلمها «سيدة البحر» على كل هذه الجوائز من مهرجانات دولية، مشيرة إلى أنها كانت على علم بأنها تملك فيلم يحتوي على "لغة سينمائية كبيرة وناضجة.
وقالت شهد، مخرجة فيلم «سيدة البحر» الذي يشارك بمسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إنها لم تتوقع أن يحصد الفيلم هذه الجوائز مؤخرًا، سواء جائزة «فيرونا» للفيلم الأكثر إبداعًا بـ«فينيسيا السينمائي» أو «التانيت البرونزي»، في أيام قرطاج السينمائية بتونس، إضافة إلى حصوله على 3 جوائز خلال منافسته في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية في مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف.
وأشارت شهد، إلى أنها كانت على علم بأنها تملك فيلمًا يحتوي على «لغة سينمائية كبيرة وناضجة»، وهو ما جعلها فخورة بهذا الفيلم كثيرًا أثناء عرضه في عدة مهرجانات.
وعن فكرة اعتمادها على استخدام الرؤية والمشاهد البصرية السينمائية أكثر من الجمل الحوارية خلال أول فيلم روائي طويل لها، أوضحت «شهد» أنها تعمّدت ذلك، وقالت: «بالنسبة لي هي دي السينما.. فالسينما لغة بصرية بحتة»، وهو الشيء الذي تؤمن بتنفيذه كثيرًا حتى في جميع أفلامها القادمة وهو «الرمزية»، فهدفها هو توصيل فيلم دون استخدام الحوارات وأشياء «مبتذلة وكليشيهات» على حد تعبيرها، وهذا هو ما تعتبره النجاح السينمائي من وجهة نظرها.
وأضافت شهد، أنها لم تخش استخدام «الفانتازيا» أو «الخيال» في سيناريو فيلمها، كما أنها لم تخف من ردود أفعال الجمهور، قائلة: «أكبر خطأ يفعله صانع الفيلم هو أن يفكر في الجمهور». مؤكدة أن المخرج أو المؤلف لا بد أن يفكّر في الشخصيات والقصة التي يحاول طرحها، ومرآتها في معرفة نجاح الفيلم من عدمه هم «السينمائيين» وليس الجمهور، وهو ما جعلها تكتب الفيلم على هذا النهج «الميتافيزيقي».
وأضافت شهد، أن السبب الذي جعلها تستخدم الخيال هو أنها سعودية عربية، والمجتمع الذي تعيش فيه وهو السعودية يوجد به دمج بين الحقيقة والخيال ولا يعرف الشعب الفرق بينهما، وأن ما يعتبره البعض في هذا المجتمع من «مسلمات» من الممكن أن يعتبرها العالم الغربي فرضًا من الخيال.
وبخصوص طريقة تصوير الفيلم على طريقة «الأبيض والأسود»، أوضحت «شهد» أن الفيلم في البداية تم تصويره بالألوان، ثم تم تحويله إلى الأبيض والأسود، لأن رسالته لم تكن قائمة على توصيل جمال البحر، وما حوله للجمهور، بل إنها جزيرة قاحلة يأكلون بها بناتهم حتى يعيشوا، فكان من الضروري توصيل هذه القسوة وهذا القبح عن طريق الأبيض والأسود لإعطاء «نظرة سودواية» عما يدور داخل هذه الجزيرة.
وبالنسبة لتأخّر طرح الفيلم منذ 2013، أكدت شهد أن كل هذه الفترة الماضية استغرقت في البحث عن دعم مالي، والبحث عن طاقم العمل، إضافة إلى أنه بعد الانتهاء من التصوير، جاءت مرحلة ما بعد الإنتاج والتي استغرقت وقتًا أطول، ما أدّى إلى تأخّر خروج الفيلم للنور، لكنها ترى -في نفس الوقت- أن أي فيلم روائي طويل لا بد العمل عليه لسنين حتى يخرج بصورة جيدة.
وعن الجدل الذي تسبب فيه فيلم «سيدة البحر» للجمهور، خاصة أن البعض لم يفهم مضمون الفيلم، وشعر البعض الآخر بالملل بسبب قلة الحوار، أوضحت «شهد» أنه من الأشياء الجيدة أن الفيلم يخلق حالة من الجدل حتى إذا كانت حالة جدل «سلبية»، فهي ترى أن الجدل بكل أنواعه «شيء إيجابي». أما بالنسبة للرسالة التي أرادت توصيلها من الفيلم، والتي لم يفهمها الأغلبية، هي «أهمية قداسة الحياة.. وأن الحياة أكثر قداسة من أي تقاليد».
وأكدت شهد أنه رغم ما وصلت إليه حتى الاَن كامرأة سعودية، ترى أن المرأة بالسعودية ما زالت تواجه العديد من القيود، وتغيير القوانين لا يعني تغيير تفكير وعقلية المجتمع السعودي بشكل عامّ، قائلة: «شيء مشرّف ما يصير الاَن في السعودية.. بس من الضروري أن تواكب العقليات هذا التغيير والانفتاح».
وأضافت شهد، أنها تتمنى أن تصبح الصناعة السينمائية في السعودية «مستقلّة»، وألا يدخل بها أي عناصر غربية أو عوامل خارجية من أي دول، حتى تصبح مميزة ومعروفة للجميع، ويصبح أيضًا القائمون على السينما السعودية «شرقيين»، في طريقة طرحهم للقصة، كما تتمنى عرض فيلم «سيدة البحر» بالسعودية، ولا تعرف كيف ستكون ردود الأفعال في وقتها.
ونفت شهد، أن تكون واجهت أية صعوبات من أهلها حتى تمارس حياتها بهذا الشكل وتصبح مخرجة في السعودية، قائلة: «أنا أهلي جدًّا منفتحين من وأنا صغيرة»، ولم تحدث بيننا مشكلات أو رفض من جانبهم تجاه دراستي وامتهاني للسينما.
وأكدت أنها لا تتابع كثيرًا الأفلام المصرية، وليس لها مثل أعلى من المخرجين أو المخرجات في مصر، لكنها أوضحت أنها شاهدت فيلم «اشتباك» للمخرج محمد دياب، الذي -من وجهة نظرها- كان فيلمًا رائعًا، إضافة إلى إعجابها بفيلم «يوم الدين» كثيرًا، الذي كان من تأليف وإخراج أبوبكر شوقي.
وأضافت شهد، أنه رغم عرض فيلمها «سيدة البحر» في مهرجان القاهرة السينمائي، ورؤيتها أن الصناعة السينمائية في مصر عظيمة، إلا أنها لا تمتلك أي نية للاستقرار في مصر واستكمال مشوارها الإخراجي، ورغبتها الأولى حاليًا هي صناعة أفلام في السعودية.