يهدد شبح الإصابة بسرطان الرئة غالبية المدخنين، ولكن من المخيف أن حتى غير المدخنين مهددون بالإصابة بسرطان الرئة، حتى لو لم يدخنوا سيجارة واحدة أو يستنشقوا دخانها طوال حياتهم.
وتعد السجائر والشيشة الإلكترونية من الأسباب الرئيسة للإصابة بسرطان الرئة، والذي يعد من الأمراض المؤدية للهلاك وليس له علاج حتى الآن.
وكشفت دراسة حديثة أن جودة الهواء تعد من الأسباب الرئيسة للإصابة بسرطان الرئة، خصوصا مع انتشار الملوثات في الهواء، والتي تدخل الرئة وتسبب السرطان، بعيدا عن التدخين.
وبحسب ما ذكرته «سكاي نيوز»، توصل الباحثون إلى آلية توضح دور الهواء الملوث في رفع معدلات الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص الذين لم يدخنوا على الإطلاق.
وأجرى معهد فرانسيس كريك وكلية لندن الجامعية في بريطانيا، دراسة تفيد أن انخفاض جودة الهواء تسببت بأكثر من 250 ألف حالة وفاة بسرطان الرئة حول العالم في عام 2019، ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ إلى تدهور جودة الهواء أكثر.
وقال تشارلز سوانتون، المؤلف الرئيسي للدراسة: "الجسيمات الموجودة في الهواء الناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري، تؤدي إلى تفاقم تغيرات المناخ، وتؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان من خلال آلية مسببة للسرطان في خلايا الرئة وجرى تجاهلها في السابق".
وأضاف: "خطر الإصابة بسرطان الرئة من تلوث الهواء أقل من خطر التدخين، لكن ليس لدينا سيطرة على ما نتنفسه جميعا".
واستندت الدراسة على كون الهواء يحتوي على جسميات متطايرة لعناصر ومواد مسرطنة، تدخل الرئة وتسبب السرطان، خاصة مع رصد إصابة عدد أكبر من الأشخاص لمستويات غير آمنة من الهواء الملوث مقارنة بالمواد السامة الموجود في السجائر.
واستندت الدراسة إلى أبحاث بشرية وأخرى مخبرية بحثت في الطفرات التي حدثت على جين يسمى EGFRشوهد في نصف الأشخاص الذين أصيبوا بسرطان الرئة، ولم يدخنوا قط.
وفي دراسة أجريت على نصف مليون شخص يعيشون في إنجلترا وكوريا الجنوبية وتايوان، ارتبطت زيادة التعرض لتركيزات متزايدة من الجسيمات بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.
