الحديث حول التوصل للقاح ضد فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، خلال الأيام الماضية لم ينقطع، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية والصين، اقتراب كلٍ منهما للتوصل لاكتشاف لقاح للفيروس، الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه أسوأ أزمة صحية تواجه العالم.
وفي ظل تواتر الأحداث وتداول المصطلحات الطبية المتعددة، اختلط على البعض خاصة بمنصات التواصل الاجتماعي، استعمال مصطلحات طبية مختلفة؛ باعتقاد أنها تؤدي لنفس المعنى، في حين أن الفرق بينهما شاسع، ومن هذه المصطلحات كلمتا «المصل» و«اللقاح».
ما هو المصل وماذا يعني اللقاح؟
حسب التحالف العالمي للقاحات والتحصينThe Vaccine Alliance والذي يعرف اختصارًا بـ«جافي»، فالمصل serum هو مضادات السّموم الجاهزة وسابقة التحضير، وهي أجسام مضادة لمرض معين يتم نقلها للمريض لتكسبه مناعة فورية مؤقتة ضدّ مرض معين، وقد تستمر هذه المناعة تؤدي مفعولها فور إعطائها وحتى عدة أسابيع أو عدة أشهر، وتمثل الأمصال جزءًا مهمًا من المناعة، يُسمى بالمناعة السّلبية Passive Immunity، التي تُستخدم أو يُلجأ إليها حين لا تتوافر المناعة الإيجابيةActive Immunity ، أو في حالة حدوث وباء، ولا يوجد وقت كافٍ لاكتساب المناعة، أو أن التطعيم ضد هذا الوباء لم يُؤخذ من قبل، وسُميت أمصالًا لأنها تحضر من مصل عائل آخر.
أما اللقاح Vaccine، فيعني إعطاء نوع أو أكثر من مولدات المضادات الخاصة بميكروب محدد؛ بغرض تحفـيز الجهـاز المناعي، ليكوّن الأجسام المضـادة الخـاصة به ضد هذا الميكروب، ويمثل اللقاح جزءًا مهمًا من المناعة، يُسمى بالمناعة النشطة أو الإيجابية Active Immunity، وتعد المناعة الإيجابية طبيعية إذا أعقبت الإصابة بالمرض نفسه، وتدوم في هذه الحالة مدى الحياة، أو على الأقل لفترة زمنية طويلة جزئيًا، وتعد صناعية إذا أعقبت اللقاحات الخاصة بمرض محدد، وتحتاج إلى إعادة التنشيط على فترات تطول وتقصر حسب نوع اللقاح؟
ما الفرق بين المصل واللقاح؟
ويكمن الفارق الأساسي بين كلٍ من المصل واللقاح، في أن الأول له مفعول نوعي منقول فورًا يدوم أسابيع أو شهورًا، وهذا ما يسمى بـ«العلاج»، أما اللقاح فله مفعوله نوعي يكسب مناعة نشيطة مكتسبة ببطء وتدوم لسنوات، وهو ما يسمى بـ«الذاكرة المناعية»، وهو أحد أشكال الوقاية.
وهناك فرق آخر يتمثل في طريقة حقن الجسم بكلٍ منهما، ففي حالة المصل يتم حقن الليمفاويات أو مضادات الأجسام في الدم قصد العلاج من المرض فوري، أما في حالة اللقاح فيتم حقن الفيروس أو الجرثوم مخفف في جسم الإنسان؛ بقصد تعرف الجهاز المناعي عليه والقضاء عليه، وذلك لحث جهاز المناعة على انتاج المواد المقاومة ذاتيًا.
يُذكر أن كلًا من الولايات المتحدة والصين وألمانيا، أعلنت اقترابها توصلها لاكتشاف لقاح ضد فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، والذي أصاب نحو أكثر من 200 ألف شخص حول العالم، وتجاوز عدد ضحاياه 8000 شخص، فيما أعلنت مجوعة «سانوفي» الدوائية الفرنسية، أن دواءً مضادًا للملاريا أظهر نتائج «واعدة» في معالجة مرضى الفيروس.
وأعربت الشركة الفرنسية، استعدادها تقديم ملايين الجرعات من دواء «بلاكنيل»، المضادّ للملاريا الذي تنتجه، والذي برهن على نتائج واعدة في معالجة مرضى بفيروس كورونا المستجدّ، مشيرة إلى أنّ هذه الكميّة كافية لمعالجة 300 ألف مريض محتمل.
اقرأ أيضًا: