مدارات عالمية

«هيومان رايتس»: انتهاكات إردوغان في شمال سوريا ترقى لـ«جرائم حرب»

أكدت أن المنطقة التركية هناك ليست «آمنة»..

فريق التحرير

كشفت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، الدولية، عن انتهاكات ترتكبها القوات التركية والميليشيات المسلحة الموالية لها بحق المدنيين وأنها ترقى إلى «جرائم حرب»، إثر عملية «نبع السلام»، العسكرية التى صدق عليها الرئيس التركي، رجب إردوغان.

وانتقدت المنظمة الدولية بشدة، المنطقة التي أقامتها تركيا في شمال غربي سوريا، ونفت أن تكون المنطقة «آمنة» كما يزعم الرئيس التركي، رجب إردوغان، محذرة من الانتهاكات الممنهجة التي تقوم بها القوات التركية هناك.

وقالت المنظمة، في تقرير حديث: «المنطقة الآمنة التي أنشأتها تركيا، مؤخرًا، أبعد ما تكون عن آمنة»، متحدثة عن انتهاكات عدة ترتكب بحق المديين من سكان المنطقة بينها الإعدامات غير القانونية ومصادرة المنازل»، حسبما نقلت صحيفة «الجارديان»، البريطانية.

كما أضافت المنظمة، ومقرها نيويورك، أن الميليشيات المسلحة المدعومة من الرئيس التركي، رجب إردوغان، تتولى الجزء الأكبر من العمليات القتالية على الأرض، وقد تكون متهمة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، وغالبيتهم من الأكراد.

وقالت المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في «هيومان رايتس»، سارة لي واتسون: «على النقيض من سرد الرئيس التركي، رجب إردوغان، بأن عملياتهم العسكرية تهدف بالأساس إلى إنشاء منطقة آمنة على الحدود، فإن ميليشيات أنقرة لإدارة المنطقة ترتكب انتهاكات».

وبينت أن ميليشيات رجب إردوغان ترتكب هذه الانتهاكات «ضد المدنيين، فضلًا عن التمييز على أساس عنصري»، وتابعت: «إعدام المدنيين ونهب الممتلكات ومنع النازحين من العودة إلى منازلهم دليل دامغ على أن المنطقة التي اقترحتها تركيا ليست آمنة».

وكان الرئيس التركي، رجب إردوغان، زعم، قبل شن ما اعتبرته كثير من الدول والمنظمات الدولية «عدوانًا عسكريًا» ضد الأكراد في شمال سوريا، أن عملياته تهدف إلى إنشاء منطقة آمنة على الحدود بين تركيا وسوريا.

وزعم رجب إردوغان، أيضًا أن المنطقة ستساعد آلاف اللاجئين السوريين داخل بلاده على العودة إلى بلدهم، إلا أن كثيرًا من المحللين والمراقبين تحدثوا إلى وسائل الإعلام عن «عمليات تطهير تستهدف سكان المنطقة الأصليين من الأكراد».

ولقى 17 شخصًا على الأقل مصرعهم وأصيب 20 آخرون، الثلاثاء، عند انفجار سيارة مفخخة في قرية تل حلف قرب مركز رأس العين الاستراتيجي، الواقع تحت سيطرة الجيش التركي، وألقت أنقرة لوم الهجوم على وحدات حماية الشعب الكردية.

وكانت منظمة العفو الدولية، قد اتهمت القوات التركية والميليشيات المسلحة الموالية لها بـ«ارتكاب جرائم حرب»، في شمال شرقي سوريا، عبر العملية العسكرية الدموية «نبع السلام»، التي بدأها الجيش التركي، بأمر رجب إردوغان.

وذكرت المنظمة في تقرير لها أنَّ «القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة منها أظهرت تجاهلًا مخزيًا لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية وجرائم حرب، من بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين».

وتحدثت منظمة العفو الدولية مع 17 شخصًا، بينهم عاملون في مجالي الصحة والإغاثة، ونازحون، كما تحققت من أشرطة فيديو جرى تداولها وراجعت تقارير طبية، ما يفضح المزاعم التركية حول قيامها بـ«الإجراءات اللازمة كافة لتفادي إلحاق أضرار بالمدنيين».

وشددت خبيرة ألمانية على أن رجب إردوغان، لن يسلم دون تحقيق أهدافه من الهجوم على شمال سوريا، وفسرت جولستان جروبي، وهي محاضر خاص بمعهد أوتو سور للعلوم السياسية بجامعة برلين الحرة، لمجلة «دير شبيجل» الألمانية، انتهاك قوات رجب إردوغان لوقف إطلاق النار.

وبينت أن رجب إردوغان يرغب في استكمال مخططه إلى النهاية وتحت أي ظرف؛ حيث يرى أن «وحدات حماية الشعب فرع لحزب العمال الكردستاني المحظور، ومن ثَمَّ فهو يريد تدمير الأخير ومنع تقوية الأكراد ككل. وفي بلده يمضي في القمع السياسي والعسكري ضد الأكراد. وفي الأساس، فالهجوم على الشمال السوري هو استمرار لاستراتيجية العنف هذه؛ بهدف تدمير الحكم الذاتي الكردي. وقد نجح حتى الآن في ذلك بالفعل».

وقالت جروبي، وهي متخصصة في أبحاث السلام والصراعات وحماية الأقليات الدولية وسياسة الشرق الأوسط، إن الأكراد وجدوا أنفسهم وحدهم في حرب غير متكافئة لن يفوزوا ولا يمكنهم الفوز بها، في مواجهة مخطط رجب إردوغان.

وتابعت جروبي صاحبة كتاب «بين الدولة واللا دولة. السياسة والمجتمع في كردستان العراق وفلسطين»، أنه لا يمكن للأكراد الآن، الحفاظ على حكمهم الذاتي في عهد الأسد، ورغم ذلك فقد لجأوا إلى الأخير حتى لا يكونوا وحدهم في مواجهة إردوغان.

مرر للأسفل للمزيد