لم يعد اليوم يشبه البارحة؛ حيث دارت الأيام في الرياض على نحو درامي لتضع هداف النصر التاريخي عبدالرزاق حمدالله في أزمات لا تنتهى مع الإدارات المتعاقبة تنذر بفراق وشيك، فيما تراجع فتى الهلال المدلل أندريا كاريلو على نحو لافت، ليصبح على رأس قائمة المهددين بالرحيل عن جدران أزرق العاصمة.
وخرج المهاجم المغربي من حسابات النصر في رحلة الجنوب، التي عاد منها العالمي بالنقاط الثلاث من بين أنياب مضيفه أبها، وسط تألق لافت من جانب ثالوث المقدمة أندرسون تاليسكا وفينسنت أبوبكر وجلال الدين ماشاريبوف.
وفي الوقت الذي أرجع فارس نجد غياب حمدالله بسبب الإصابة، إلا أن المقربين من إدارة العالمي يدركون أن العلاقة مع المغربي وصلت إلى مفترق طرق، في ظل تعاقب أزمات أسد الأطلس المتواصلة منذ الموسم الماضي، وطلب الرحيل صراحة في أكثر من مناسبة.
وعلى الطرف المقابل من العاصمة، لا يمر الدولي البيروفي بأسعد أوقاته تحت إمرة المدرب البرتغالي رونالدو جارديم؛ حيث غاب جناح الهلال عن الظهور بألوان حامل اللقب منذ مباراة الباطن، في أغسطس الفائت، وسط أنباء - غير مؤكدة- عن معاناة أندريا كاريلو من متاعب على مستوى الظهر.
ولفتت مصادر مقربة من إدارة الهلال، إلى أن إصابة الجناح البيروفي، صاحب الـ30 عامًا، لا تعدو مجرد غطاء لأزمة في الكواليس، بسبب المستحقات المتأخرة، خاصة مع طلب كاريلو الانضمام إلى صفوف منتخب بيرو خلال التوقف الدولي الحالي، إلى جانب عدم قناعة المدرب جارديم ببقاء أندريا في ظل المستوى المتواضع، والذي اعترف به اللاعب نفسه في وقت سابق.
ولم يقدم كاريلو، الذي انتقل إلى صفوف الهلال في صيف عام 2019، قادمًا من بنفيكا البرتغالي، المردود المنتظر منذ بداية الموسم الجاري؛ حيث شارك في 3 مباريات فقط حتى الآن، بمعدل 235 دقيقة، دون أن يساهم في تسجيل أهداف.
وبحسب موقع «كووورة»، فإن بوادر صفقة تبادلية تلوح في الأفق المنظور، بين الجارين اللدودين، تقضي بانتقال عبدالرزاق حمدالله، أحد أبرز الأوراق الهجومية في العالمي في العقد الأخير، إلى الهلال، مقابل رحيل كاريلو إلى مرسول بارك.
وتثير تكهنات الصفقة المجنونة، الكثير من الجدل بين قطبي الرياض، في ظل العلاقة الخاصة التي تجمع مدرج الشمس مع المهاجم المغربي، فيما يبدو كاريلو أحد أهم القطع على رقعة الهلال، وإن تراجع مردود الأداء مؤخرًا، في ظل الخبرات التي تدعم مشوار البيروفي رفقة الزعيم، إلى جانب المستويات الرائعة التي قدمها منذ انتقل إلى المملكة، حيث شارك في 112 مباراة، سجل خلالها 20 هدفًا، وصنع 21 تمريرة حاسمة.
واعتبر المراقبون أن الصفقة ربما تحمل الكثير من المكاسب لجميع الأطراف، حيث تتخلص إدارتي الهلال والنصر من صداع الراتب الباهظ وتتابع الأزمات التي قد تؤثر على استقرار غرف الملابس، مع جلب قطعة ثمينة، فيما يخرج الثنائي كاريلو وحمدالله إلى مغامرة جديدة، تجدد الدوافع وتعيد الكثير من الهدوء من أجل إعادة كتابة التاريخ.
ويكمل حمدالله حال الرحيل إلى الهلال مربع الهجوم المرعب بتواجد بافيتيمبي جوميز وموسى ماريجا وسالم الدوسري، مع وجود ماتيوس بيريرا ولوسيانو فييتو، فيما يضم النصر ورقة هجومية مثالية تعزز قدرات الخط الأمامي، إلى جانب فينسنت أبوبكر وتاليسكا وماشاريبوف، في انتظار عودة بيتي مارتينيز، مع تواجد عبدالفتاح عسيري وخالد الغنام.
