بين خيبة البدايات وتوهج النهايات، يقف الألماني المخضرم توماس مولر صانع ألعاب فريق بايرن ميونخ، على أعتاب زيادة حصاد الألقاب في خزانته العامرة بالكؤوس، عندما يحط بطل بوندسليجا الرحال في العاصمة برلين، لفرض موعد ثقيل أمام باير ليفركوزن.
ويتأهَّب الفريق البافاري لثاني الخطوات صوب تكرار الثلاثية التاريخية، عندما يلتقي ليفركوزن، غدًا السبت، لحساب نهائي كأس ألمانيا، على الملعب الأولمبي في برلين، بعدما حصد قبل أيام لقب بوندسليجا للعام الثامن تواليًا.
رجل الطوارئ
وعانى مولر في بدايات الموسم من الخروج من حسابات المدير الفني السابق نيكو كوفاتش، قبل أن يستعيد بريقه تحت قيادة المدرب هانزي فليك، الذي تولى المسؤولية في نوفمبر الماضي، بعد إقالة الكرواتي الذي رحل عن تدريب الفريق بسبب تراجع الأداء والنتائج.
وبدا أن مسيرة مولر مع بايرن في طريقها لخط النهاية؛ حيث كانت مشاركاته نادرة مع الفريق في بداية الموسم الحالي، تحت قيادة كوفاتش، الذي أشار إلى أنه يمكن الاحتياج لمولر «في حالة الطوارئ فقط».
ودفع موقف كوفاتش، صانع ألعاب بايرن الذي التحق بالنادي البافاري منذ أن كان في الحادية عشرة من عمره؛ حيث قضى حتى الآن نحو عقدين في النادي العريق، إلى القول بأن المدرب لا يراه إلا لاعبًا احتياطيًّا، لكن كل هذا أصبح الآن طي النسيان بعدما عاد إلى سابق عهده كمهاجم مميز في صفوف الفريق منذ تولي فليك المسؤولية.
وجدد اللاعب عقده مع بايرن حتى 2023، وساهم في فوز الفريق بلقب الدوري الألماني هذا الموسم ليكون اللقب التاسع له مع الفريق في البوندسليجا؛ حيث صنع 21 هدفًا لزملائه، ليكون رقمًا قياسيًّا في تاريخ المسابقة.
استعادة البريق
ويتطلع مولر إلى الفوز بلقب كأس ألمانيا للمرة السادسة مع بايرن، كما لا تزال الفرصة سانحة لتحقيق الثلاثية للمرة الثانية في تاريخه؛ حيث يستطيع الفوز أيضًا بلقب دوري أبطال أوروبا لدى استئناف المسابقة نشاطها في أغسطس المقبل، ليضيف الفريق اللقبين إلى لقب البوندسليجا الذي توج به في يونيو الماضي.
وسجل مولر الهدف الأخير لبايرن في الموسم الحالي، وكان هذا الهدف هو الثامن له مع الفريق البافاري في البوندسليجا، وحمل هدف توماس أيضًا الرقم 100 في خانة أهداف بطل المسابقة، للمرة الـ30 في التاريخ.
وفاز مولر بالثلاثية التاريخية مع بايرن في عام 2013، وهي المرة الوحيدة حتى الآن التي يحرز فيها بايرن الإنجاز المثير تحت قيادة يوب هاينكس، إلا أنه اعتبر لقب الدوري في الموسم الحالي، هو الأكثر إثارة في مسيرته، بالنظر إلى التقلبات التي مر بها.
صحوة فليك
ويعرف فليك القيمة الكبيرة لمولر؛ حيث أشاد به في أوائل يناير الماضي، وهو مع منح توماس وكذلك جيروم بواتينج، الفرصة لاستعادة مستواهما العالي تحت قيادة المدرب الجديد، الذي فتح الباب أيضًا أمام اللاعبين الشبان، مثل ألفونسو ديفيز للمشاركة مع الفريق.
ويطمح بايرن إلى الفوز بلقب الكأس للمرة الـ20 في تاريخه وإكمال ثنائية الدوري والكأس للموسم الثاني على التوالي والمرة الثالثة عشرة في تاريخه، قبل أن يحول مولر، بعد عطلة قصيرة في الأسابيع القليلة المقبلة، التركيز صوب دوري الأبطال الأوروبي؛ حيث تستأنف البطولة فعالياتها في أغسطس المقبل.
وكان بايرن فاز على تشيلسي الإنجليزي في عقر داره، بثلاثية قاسية، في ذهاب دور الستة عشر للبطولة قبل فترة توقف فعاليات الموسم، بسبب أزمة تفشي «كوفيد-19»، ويعد من المرشحين بقوة للمنافسة على لقب البطولة الأوروبية التي توج بلقبها 5 مرات سابقة.
اقرأ أيضًا:
